-A +A
حمود البدر
قرأت في إحدى الصحف خبرا يشرح أسباب تأخر إحدى رحلات «السعودية» بسبب الإصرار على نقل راكبة من المقعد المحدد لها في قصاصة الإقلاع Boarding، ولم أستغرب ذلك لأنه مر بي منذ أيام قليلة ما هو أغرب من ذلك.
فقد كنت مسافرا من الرياض إلى جدة، وفي العودة (ذات اليوم) حدث لي ما لا يصدقه إلا المستفيدون أو المتاجرون. لقد كنت في العودة أحمل قصاصة الصعود إلى الطائرة على الرحلة رقم 1040 من جدة إلى الرياض وهي التي حصلت عليها مسبقا من الرياض لأنني كنت سأعود في اليوم نفسه، إذ جاءني أحد الموظفين وطلب مني ورقة الصعود وعندما قرأها أخذ بيدي وقادني إلى بوابة أخرى بجوار الأولى، ثم حول المقعد من درجة أولى إلى درجة سياحية، ثم أعد لي إيصالا بالفرق، ولما سألته لماذا هذا التصرف، أجابني بأن الطائرة قد تغيرت وأن المقعد المحجوز لي سيعطى لشخص آخر (أو أعطي فعلا).
تعجبت كثيرا من هذا التصرف الذي لم أهضم مسبباته، لكنني أحسنت الظن وقبلت على مضض.
إلا أن المفاجأة عندما صعدت إلى الطائرة أنها بوينج 777، وهو الحجم الذي كان محددا ــ مسبقا ــ للرحلة التي سبق أن سحبت (البوردنج) عليها.
قبلت ــ على مضض ــ، ولكنني لم أهضم ذلك التصرف من ذلك الموظف الذي كان لبقا وبشوشا.
أما الذي جعلني أثير هذه القضية، فهو أن كثيرا من التصرفات من بعض منسوبي الخطوط السعودية حدثت لي ولغيري، ولم نجد ما يماثلها من تصرفات مهينة في الخطوط الجوية الأخرى.
فهل مثل هذه التصرفات من خصوصياتنا في هذا البلد الأمين؟
أم أنه من خصوصيات بعض الموظفين غير المنضبطين الذين يتصرفون كما لو كانت الخطوط السعودية مملكة خاصة لهم؟
أكاد أجزم بأن مثل هذا التصرف يحدث لغيري من الركاب، لأن ما حدث لي (يوم الخميس 7/4/2011) لم يكن التصرف غير المنضبط الذي واجهني به بعض الموظفين الذين أغراهم وجودهم على كراسي الحجز، أو على بوابات الصعود إلى الطائرة.
وإنني لأجزم بأن مثل هذا التصرف لا يليق بحق المواطن مهما كان موقعه أو درجة حجزه (علما بأني أحمل بطاقة الفرسان الذهبية). وبالمناسبة فإن إجراءات أخرى تحدث لبعض المسافرين نتيجة سوء تصرف بعض الموظفين، أدت (أو تؤدي) إلى إضرار بمكانة المسافر، وبخاصة عندما يكون مرتبطا باجتماع أو مهمة محددة زمنيا.
فقد حدث لي مرة أن حرمت من السفر من الرياض إلى جدة على الرغم من أنني أحمل ورقة الصعود إلى الطائرة، وعندما تقدمت إلى الذي ينسق دخول المسافرين جاءه وحي أن الطائرة قد أغلقت أبوابها، وعليه طلب منى أن أنتظر رحلة سوف تقلع بعد ساعات من موعد إقلاع رحلتي التي أحمل وثيقة الصعود إليها، وتواجدي في مكان الإقلاع قبل الموعد، وذلك التصرف أساء إلى سمعتي.
سبحان من لا يخطئ، لكنني أتألم عندما أرى أن خطوطنا السعودية تتكرر الأخطاء من بعض موظفيها، وقد يكون ذلك لإكرام أحد الأصدقاء على حساب أحد الركاب الذين صاروا ضحية لمثل هذه التصرفات.
لقد رحبنا بحرارة عندما جرى تعيين الأستاذ خالد الملحم رئيسا لهذا الجهاز الكبير، وبخاصة أن تجربة الملحم كانت رائدة وفاعلة في شركة الاتصالات حينما حولتها تلك التجربة إلى شركة ناجحة. فهل من سبب لذلك، هل من سبب لعدم نجاح المهندس الملحم في هذا الميدان كما فعل في الذي سبقه؟
أرجو الله أن يعينه وغيره من القادة المخلصين على بعض التجاوزات غير المنضبطة.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة